Blog Layout

مختبر الإبداع يقدم دورات تدريبية للتمكين المجتمعي

آلاء القاسم-الزعتري
جاءت فكرة افتتاح مختبر للإبداع داخل مخيم الزعتري في عام 2019، من أجل تمكين المجتمع عن طريق الدورات التدريبية، ومساعدة أصحاب الأفكار الإبداعية على تنمية مواهبهم من خلال توفير مساحة خاصة بهم والمعدات اللازمة لتنفيذ ابتكاراتهم واستغلالها بما يخدم مجتمعهم، وذلك وفقاً لما قاله منسق مركز الإبداع المهندس محمد عياش. 
ويذكرعياش أن مختبر الإبداع تابع لمنظمة بلومونت والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويقدم دورات تلبي حاجات المجتمع المحلي، منها دورة الروبتكس والتحكم بالروبوت، وصيانة الحاسوب والبرمجة، ودورة سكراتش، ودورة أردوينو والرسم الهندسي وغيرها، وتستمر هذه الدورات حالياً عن طريق "التعلم عن بعد"، مستهدفة جميع فئات المجتمع، ويقوم المدربون بتصوير مقاطع فيديو توضيحية للجانب العملي من دوراتهم ومشاركتها مع الطلاب المتدربين.
ويوضح عياش إن الهدف الأساسي من إعطاءه دورة الراسبيري باي 4 هو تعريف الطلاب بأحدث التقنيات التكنولوجية في مجال الحواسيب المحمولة وتعريف المتدربين على برمجية بايثون و"نظام التشغبل لينكس" وميزات الراسبيري التي تمكننا من استخدام برامج الصوت والصورة مجاناً، والتي تتضمن تقريباً نفس برامج الحاسوب لكنها تحتاج إلى أن يتم ربطها مع شاشة تلفاز أو مع حاسوب، وبذلك يمكن الاستعاضة عن الحاسوب بها، وما يميزها أن تكلفتها قليلة جدا قد تصل تقريباً إلى 50 أو 60 ديناراً مقارنة بتكلفة الحاسوب العالية نسبياً.
ومن جهته يقول مهندس الطاقة المتجددة ياسر التمكي:" تشجعت على تقديم دورة في الطاقة الشمسية نظراً لاستخدام أغلب سكان المخيم لها، بسبب شح موارد الطاقة الكهربائية في محيطهم، وذلك لأوضح لهم كيفية استخدامها"، ويبيّن لهم أيضاّ أنواع البطاريات والألواح الشمسية مع الأخذ بالاعتبار الأجزاء المتوفرة داخل المخيم، وذكره أفضل المعايير التي يجب أن تمتاز بها الأجزاء التابعة لهذه الألواح.
وتشير المتدربة براءة: " استفدنا من دورة الطاقة الشمسية، حيث تعرفنا على التركيب الصحيح لها، وكيفية التحقق من صلاحية أجزاءها للعمل، إضافة إلى عدم إطالة تشغيل البطارية حتى نفاذها، حتى لا يُلحق بها الضرر"، وقد تعرفوا أيضاً خلال الدورة على منظم الطاقة وأنواعه، ويرفع المدربين لهم الجلسات التدريبية على موقعهم على اليوتيوب؛ ليتسنى للمشاركين حضورها بأي وقت.
وقد اتجه المختبر لتقديم دورات تواكب التكنولوجيا أيضاً، فيقول مهندس البرمجيات همام السلامات: "قررت أن أوظف تخصصي في خدمة مجتمعي"، ومن الدورات التي يقدمها البرمجة، وتصميم مواقع إلكترونية، وأكثر المستفيدين منها هم الطلبة الجامعيون الذين يدرسون هذه المجالات أو ما يشابهها، وأصبح هناك أيضاً متدربين لديهم طموح في دراستها. 
وفي السياق ذاته يذكر مالك وهو مهتم بمجال البرمجة: "بالرغم من حضورنا الجلسات التدريبية عن بعد، إلا أن تطبيق المدرب للقسم العملي أثناء الجلسة كان له دور في ترسيخ المعلومات في أذهاننا بشكل أكبر"، وقد تعلم خلال الدورة كيفية إنشاء تطبيقات الهواتف الذكية، وبناء الروبوتات وتركيب الحساسات عليها، بالإضافة لكتابة أوامر البرمجة.
ومن جانب آخر يشير مساعد مختبر الابتكار حسن شنك أنه قدم دورة في السلامة العامة والصحة المهنية، بيّن من خلالها إجراءات السلامة العامة التي يتوجب على العاملين الالتزام بها لتقيهم من إصابات العمل، مثل ارتداء الكمامة والقفازات عند استخدام المواد الكيميائية، كذلك لبس النظارات الزجاجية لحماية العين من المواد المتطايرة، وشرح الإجراءات التي يجب اتخاذها عند التعامل مع الحرائق أو عند حدوث تماس كهربائي.
وقد بلغ أعداد المستفيدين من دورات المركز لهذه السنة ما يقارب 1252 مستفيد ومستفيدة، وكانت نسبة المشاركة من الطالبات الإناث في البطولات التي شارك بها المركز لعام 2020 ما يقارب 80%، ومن أهم البطولات التي شارك بها "البطولة العربية لجمع الكرات"، والتي أحرز بها مختبر الابداع المركز الرابع على مستوى الفرق العربية المشاركة، إضافة الى بطولة "هاكثون الطاقة" حيث حصد المختبر المركز الأول على مستوى الأردن.
وقد شارك المختبر كذلك في بطولة "حلي من محلي" مع وزارة الشباب الأردنية وأحرز المركز السادس، إضافة لمشاركته هذه السنة في البطولة الوطنية السادسة عشر للروبوت (FLL) وحصوله على المركز الثاني على مستوى المملكة بمحورين من محاور البطولة، ومما هو جدير بالذكر أن المختبر يهتم بدمج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في دوراته والبطولات التي يشارك بها.

Share by: