Blog Layout

سهيمة فتاة سورية تمتزج أحلامها مابين التعليم والفن والابتكار


آلاء القاسم-الزعتري

حالت الحرب في سوريا دون أن تقضي سهيمة وغيرها من الأطفال طفولتهم في وطنهم، لكنها تمكنت من تخطي عقبات وظروف اللجوء، وانتهزت كل الفرص لتحيك من أحلامها آمالا ممزوجة بالتعليم والفن والابتكار، وذلك من خلال إنجازاتها في هذه المجالات إلى جانب دراستها.

لجأت سهيمة العماري (17 عاماً) مع والدتها وإخوتها إلى مخيم الزعتري قبل 8 أعوام، وهي طالبة في مرحلة الثانوية العامة، ولديها شغف كبير بالرسم منذ نعومة أظفارها، تقول سهيمة:"إن شغفي الكبير بالفن شجعني على ممارسة هوايتي بالرسم فهو وسيلة لإيصال أفكارنا للعالم، فالفن رسالة"، وجلُّ تركيز سهيمة في رسوماتها على المناظر الطبيعية، ومنها ما يعكس ظروف اللجوء.

وترسم أيضاً البورتريه (فن رسم الأشخاص) باستخدام الألوان الزيتية وباستيل وأكريليك، وحين يصعب عليها تأمين هذه الألوان نظراً لتكاليفها الباهظة، تستعيض عنها بالرسم باستخدام القهوة والطين، وقد أنشأت صفحة عبر تطبيق الانستغرام لتعرض من خلالها رسوماتها، ولها مشاركات بمعارض عقدت في عمان، وقد بيعت إحدى لوحاتها فيها، وتم تكريمها من قبل السفير الكندي، مما أضفى عليها المزيد من الثقة بالنفس.

وكانت العماري تزداد تشبثاً بفن بالرسم كلما سمعت كلاماً محبطاً من بعض من حولها، فقد التحقت بدورات تدريبية لتنمي موهبتها بهذا المجال، ولكن اجتياح فيروس كورونا العالم والانتقال للحظر الشامل حالَ دون إكمالها هذه الدورة، وتقول سهيمة: "لم استسلم للظروف الطارئة، وأردتُ أن أقضي وقت فراغي بتعلم مجالات جديدة من الفن، فاتجهتُ لتعلم التطريز بالخرز على الملابس، و"فن تنسيق الزهور" من والدتي".

ولم تكتفي هذه الفتاة الطموحة بمجال الفن فحسب، بل التحقت أيضاً بتدريبات تتعلق بمجال الروبوتات وبرمجتها مع مختبر الابتكار التابع لمنظمة بلومونت والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئيين، وقد شاركت مع هذا المختبر مع مجموعة من الطلبة الآخرين في عدة بطولات تتعلق بمجال الروبوتات، وأحرزوا خلالها مراكز متقدمة على مستوى الأردن.

وأضافت لها هذه التدريبات خبرات جديدة تتعلق بتصميم الروبوتات وتركيب الحساسات عليها مثل حساس اللون وحساس المسافة وحساس الدوران، وكيفية برمجتها على الحاسوب، ومن البطولات التي شاركت بها هذه السنة "البطولة الوطنية السادسة عشرة للروبوت "التي نظمها "معهد اليوبيل التابع لمؤسسة الملك الحسين" وأحرزوا خلالها المركز الثاني بمحور القيم الأساسية ومحور المشروع العلمي على مستوى المملكة.

وتوضح العماري فكرة المشروع العلمي الذي صممته مع زملائها، وبإشراف مدربين من فريق المختبر، وهو عبارة عن ابتكار حذاء خاص لفئة المكفوفين مجهز بتقنية الأردوينو ومزود بحساسات وجهاز اهتزاز يعطي إنذار حركي للمكفوف في حال كان أمامه أي عائق سواء شخص أو شيء آخر، وبذلك يتمكن من الخروج من البيت لوحده دون الحاجة لمساعدة شخص آخر.

فسهيمة هي قصة فتاة ملهمة تخطت ظروف الهجرة واللجوء بتحقيقها النجاح بمجالات عدة، ومن أهدافها المستقبلية دراسة تخصص اللغات وأن يكون لها معرض خاص بها؛ لتصبح من الرسامين المشهورين على مستوى العالم، وتوجه رسالة للفتيات والنساء في العالم:"أنتنّ مميزات وسط كل الظروف، تعلمنَّ، اخضعنَّ لتدريبات بمختلف المجالات، فوطنكنَّ بحاجة لدوركنَّ المهم في التطور والتقدم".


Share by: